يعد الخوف الاجتماعي أو الخوف من الناس من أكثر أنواع وأشكال القلق النفسي شيوعاً وهو ليس بالاضطراب الهين فهو يعيق صاحبه عن التعليم بسلاسة ، والأداء المهني الجديد والقدرة علي بناء علاقات صداقة مع الآخرين ويستدل عليه أغلب الأفراد الذين يفضلون العيش منفردين منعزلين عن الناس ويسجل حجم الإصابة بهذا المرض الي ما يزيد علي 10% من إجمالي سكان العالم
وتبدأ الإصابة في سن المرهقة ومن هم في بداية النضوج أي في فترة من العمر مطلوب منهم الظهور في مجتمعات عديدة سعيا لتحقيق ما هو أفضل من أجل مستقبلهم وتنتشر أكثر بين الفتيات عنها في الرجال والشباب وتكثر في غير المتزوجين عنها في المتزوجين وكذلك في عديد من السيدات وربات البيوت اللاتي لا يفضلن الخروج من بيوتهن ويتحججن دائماً لتجنب أي مناسبة قد تستدعي تواجدهن
ويشعر المريض برهبة وخوف بدون سبب واضح وبلا داع والرهبة تزداد علي الحد الي أن تكون سبباً في تجنب تواجده في هذا المكان فيفضل الانسحاب ويسيطر عليه آنذاك فكرة تخلف له مزيداً من الرهبة والخوف وهي كيف يراه الحضور هل يرونه غبياً مضحكاً سميناً نحيفاً أو ماذا يقولون عنه الآن وغير ذلك .
إذا طلب منه التعليق أو الحديث أو المشاركة في مكان عام أو طلب منه تقديم نفسه أو مقابلة أي من المسؤولين كشرطي أو موظف لإجراء معاملة ، أو استعمال التليفزيون أو تناول الطعام في مكان عام أو استقبال الزوار والضيوف بالمنزل أو تناول الطعام معهم وحتى أحياناً في مواقف قد تبدو أكثر بساطة مثل التوقيع أمام الناس كتوقيع فاتورة بطاقة الائتمان وتزداد ضربات قلبه أو احمرار وجهه ويأتي شعور بالغثيان وصعوبة في البلع واحساس بعدم الراحة وضيف بالتنفس ويتهدج صوته أو قد يختفي تماماً بالرغم من أنه يعرف أفضل ما يجب أن يقال ولديه من التعليق ما هو أقيم حديثاً ولكنه بعد هذا التوتر يتجنب المشاركة وبالتالي تأتي عواقب الرهاب الاجتماعي في أن صاحبه
يبقي وحيداً ويتأخر في الزواج
يكون أقل تعليماً عن مقدرته الأكاديمية
قد يعتمد علي الغير اقتصادياً
يلجأ العديد منهم للكحوليات والمهدئات التي تعطي لهم قدراً مؤقتاً من الجرأة والشجاعة الزائفة وإن كانت تكفيهم لقضاء بعض مصالحهم .
يعيش في مستوي مادي أقل من إمكانياته المهنية ولذا تأتي أهمية تشخيص مثل هذه الحالات ومساعدتها مبكراً فالحياة أصبحت متطلباتها كثيرة وهي لا تتمهل مع المنزوي والخائف المنطوي ويحب علي الكل أن يتحلى بالهدوء والتروي والثقة ويجب التفريق بين هذا الاضطراب والخجل والحياء إحساس محدد ولا يجب أن يعيق صاحبه عن سبل التقدم والعيش السوي ولكن الرهاب الاجتماعي أو فوبيا الناس إحساس محدد يلازم صاحبه ويتكرر في موقف أكثر تحديداً ويؤثر سلباً علي صاحبه في تجنب مثل هذا الموقف .
ويفسر المحللون النفسيون هذا الاضطرابات على أنه درجة عالية كامنة من القلق تستفز مع وجود الغير أو كبت لرغبة غريزية أزاحها علي موضع أخر والأوقع من هذا وذاك ظهور الحالة له ارتباط بموقف يؤلم النفس لدرجة أن تكرار ما يشابه الموقف قد يظهر الشعور بالرهبة فيدعو المريض للهروب من الموقف
ولما كان لهذا الاضطراب هي فكرة المريض الضيقة عما يظن به الآخرون فإن العلاج النفسي يتركز علي طرد هذه الظنون وتعليمه كيفية التعامل معها ، وتدريبه علي الاسترخاء والهدوء والتروي أثناء لقاءاته وقد يحتاج أحياناً الي نوع من التدريب في العلاج النفسي الجمعي وقد أثبت العلاج الدوائي هنا فعالية منقطعة النظير إذا سار جنباً الي جنب مع العلاج النفسي والسلوكي ليساهم في تحسين مستقبل صاحب هذا المرض إلى الأفضل .
دمتم برعاية الله